تساءل أكثر من كاتب إسرائيلي اليوم في مقالات لهم في الصحافة الإسرائيلية عن حقيقة النصر الذي تدعي إسرائيل أنها حققته في حربها على قطاع غزة, مؤكدين على أن تصرفات الحكومة لا تدل على أنها منتصرة, كما أن مواقف حماس لا تبدو فيها الحركة مهزومة بل العكس هو الصحيح.
ووجه الكاتب (اسرائيل هارئيل) في مقال له بصحيفة هآرتس اليوم بعنوان ( حماس هي من كوت وعينا) انتقادات لاذعة للذين ادعوا النصر بعد انتهاء الحرب على قطاع غزة, وتساءل عما إذا كانت الأهداف قد تحققت، وقال "على رئيس هيئة الأركان ووزير الدفاع أن يوضحوا لنا من أين تستمد حماس – إذ يقولون أنها قد هزمت – القوة لإجبار إسرائيل على إطلاق كبار (القتلة) وكذلك تمديد فترة التهدئة؟ وان كان الجيش الإسرائيلي قد انتصر، فلماذا تدفع الحكومة ثمنا لا يدفعه إلا المهزومين"؟.
وقال (هارئيل) أنه بالرغم من تصريحات أولمرت بالأمس التي قال فيها أنه لا يتوجب على إسرائيل أن تتصرف وكأنها قد فقدت ما تبقى لديها من قوة واحترام, ولكن حكومته تصرفت على هذا النحو بالضبط. ذلك لأنه رغم القرار التكتيكي – باشتراط بفتح المعابر بإعادة شليط – فإن إسرائيل خضعت لاملاءات حماس في جزء جوهري من الصفقة وخصوصاً الموافقة العامة على إطلاق سجناء قتلوا إسرائيليين بصورة جماعية.
وأضاف الكاتب "أنه حتى نتنياهو الذي يحاول أن يظهر أنه جدير بقيادة الدولة إلا أن قدرة نتيناهو على الصمود ليست كبيرة بصورة خاصة"، وتابع "عندما كان رئيسا للوزراء سارع لإطلاق سراح احمد ياسين، وفي حكومة اريئيل شارون صوت مع صفقة (الحنان تيننباوم) المثيرة للاستغراب"!.
ويخلص (هارئيل) بقوله "إذا كان الأمر كذلك، فوعينا هو الذي انكوى من حماس. بينما يظهر أن وعي حماس قد بقي كما كان قبل المعركة وربما تعزز وتقوى".
أما الكاتب (شلومو غازيت) فتسأل في مقال له نشر اليوم في صحيفة معاريف: إذا لم تكن شروط إطلاق جلعاد شليط من الأسر لم تتغير, فلماذا خرجت إسرائيل لعملية "الرصاص المصهور" في القطاع؟!
وقال (شلومو غازيت) أن مجرد التفاوض الذي يتم في تجديد التهدئة، وطلب حماس تحديد مدتها لثمانية عشر شهراً، لا يعبر عن أن حماس تفاوض من موقف ضعف، أو موقف من يعترف بهزيمته العسكرية في المعركة.
وأبدى (شلومو غازيت) خشيته من أن صفقة التبادل هي من ستحدد المنتصر في الحرب على غزة, وأن ما تبديه إسرائيل من نيتها إطلاق سراح الأسرى مقابل الجندي شاليط سيعزز التصور من أن حماس انتصرت في كل المعركة, ولن يكون الشعور الانتصار هذا في غزة والضفة فقط بل في العالم الإسلامي.
وأضاف (غازيت) أن "هذا النصر لحماس سيُقدم على طبق من فضة لحركة حماس, وان رئيس الوزراء الإسرائيلي , وقيادة جهاز الأمن العام هم من سيقدم هذه الهدية لحماس لأنهما هم من عززوا في الوعي الإسرائيلي، أنه يجب إطلاق الجندي حتى لو كان الثمن إهدار نتائج العملية العسكرية".
ورفض الكاتب ادعاءات النصر في الحرب على غزة, لأن إسرائيل لم تتصرف كالمنتصرين حينما لم تطالب بعد الحرب على غزة بالإطلاق الفوري وبلا ثمن لسراح الجندي شاليط, عدا عن استمرار تساقط الصواريخ وأن كان بصورة رمزية.
أما الكاتبين (عاموس هرئيل) و(آفي يسسخروف) فتساءلا في مقال لها: "هل أولمرت يخشى أن ينظر إليه كمن استسلم لحماس؟ ففي أمس تحدث عن الحاجة إلى الحفاظ على "بقايا الكرامة الذاتية" لإسرائيل مقابل منظمة حماس"، "وأول أمس أبدى ملاحظة، لأول مرة علنا، بأنه يحتمل ألا يعود شليط إلى الديار في فترة ولايته كرئيس للوزراء".
وأكد الكاتبان على أن التخوف الأساسي عند أولمرت هو أن تعرض حماس تحرير سجنائها كدليل على انتصارها في المعركة على غزة.
وشكك الكاتبان في أهداف القرار الذي اتخذ أمس بربط اتفاق التهدئة مع حماس بإطلاق سراح الجندي شاليط, ورجحا أن يكون الهدف مجرد تكتيك تفاوضي